فصل: (حرف الثاء)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مختصر مغني اللبيب عن كتب الأعاريب **


 حرف الباء

الباء المفردة ‏[‏انظر‏:‏ المغني ص137‏]‏‏:‏ حرف جر، ولها معانٍ‏:‏

أحدها‏:‏ الإلصاق حقيقة كأمسكت بزيدٍ، أو مجازًا كمررت به أي ألصقت مروري بمكانٍ يقرب منه‏.‏

الثاني‏:‏ التعدية، وهي التي تُصير الفاعل مفعولًا كـ ‏{‏ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ‏}‏ ‏[‏سورة البقرة ‏.‏ الآية‏:‏ 17‏]‏ أي أذهبه‏.‏

الثالث‏:‏ الاستعانة، وهي الداخلة على آلة الفعل، كقطعت بالسكين‏.‏

الرابع‏:‏ المقابلة، وهي الداخلة على الأعواض، كاشتريت بدرهم‏.‏

الخامس‏:‏ التوكيد، وهي الزائدة، وتزاد في مواضع‏:‏ 1_ الفاعل؛ وجوبًا أو غالبًا أو ضرورة‏.‏ فالأول في فعل التعجب ؛ كأحسن بزيدٍ،أصله‏:‏ حَسُنَ زيدٌ، ثم غير الخبر إلى الطلب فأدخلت الباء إصلاحًا للفظ‏.‏ والثاني‏:‏ في كفى، مثل‏:‏ ‏{‏كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا‏}‏ ‏[‏سورة النساء ‏.‏الآية‏:‏ 166‏]‏، وقال الـزجاج‏:‏ ضمن معنى ‏(‏كفى‏)‏ ‏(‏اكتفِ‏)‏ ‏[‏انظر‏:‏ إعراب القرآن المنسوب له 2/669، و سر صناعة الإعراب 1/142‏]‏، وهو من الحسن بمكان، ولا تزاد في فاعل كفى بمعنى أغنى أو وقى‏.‏ والثالث‏:‏ كقوله‏:‏

17- أَلَمْ يَأْتيكَ وَالأَنْبَاءُ تَنْمي ** بِمَا لاقَتْ لَبُونُ بَنِي زِيَادِ

‏[‏هذا بيت من الوافر لقيس بن زهير العبسي ‏.‏ انظر‏:‏ الكتاب 3/315 والتي بعدها ، والإنصاف 1/30، والأشموني 1/66‏.‏ الشاهد فيه‏:‏ ‏(‏بما لاقت‏)‏ حيث جاءت الباء زائدةً مع الفاعل فما فاعل ‏(‏تأتِ‏)‏ وذلك للضرورة‏]‏‏.‏

2_ المفعول، مثل‏:‏ ‏{‏فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء‏}‏ ‏[‏سورة الحج ‏.‏ الآية‏:‏ 15‏]‏‏.‏

3_ المبتدأ، مثل‏:‏ بحسبِك درهمٌ‏.‏ خرجت فإذا بزيد‏.‏ كيف بك إذا انفردت بعملك‏.‏ 4_ الخبر قياسًا في غير الموجب مثل‏:‏ مازيدٌ بقائمٍ، وسماعًا في الموجب ومنه عند ابن مالك‏:‏ بحسبك زيدٌ لأن زيدًا معرفة فيكون هو المبتدأ مؤخرًا ‏[‏انظر‏:‏ شرح الكافية الشافية 1/337‏]‏‏.‏ 5_ الحال المنفي عاملها، كقوله‏:‏

18-‏[‏كَائنْ دُعِيتَ إلى بَأسَاءَ دَاهِمَةٍ‏]‏ ** فَمَا انبَعَثْتَ بِمَزْءودٍ وَلا وَكِلِ

‏[‏هذا بيت من البسيط ‏.‏ انظر‏:‏ شرح التسهيل 1/385 و شرح شواهد المغني 1/340‏(‏عن المعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية‏)‏ ومعجم شواهد العربية 1/313 ‏.‏ الشاهد فيه‏:‏ ‏(‏بمزءود‏)‏ حيث جاءت الباء زائدةً مع الحال المنفي ، فإن مزءود حال من التاء منفي بما ‏.‏ وإن سألت عن معنى المزءود فهو الفزِع‏]‏

6_ توكيد بالنفس والعين، مثل‏:‏ جاء ني زيد بنفسه أو بعينه‏.‏

‏(‏تنبيه‏)‏ ‏[‏انظر‏:‏ المغني ص150‏]‏‏:‏ مذهب البصريين أن أحرف الجر لاينوب بعضها عن بعض، وما أو هم ذلك فمؤول تأويلًا يقبله اللفظ أو يضمن متعلقه معنى مناسبًا له أو يحمل على الشذوذ وبعض المتأخرين وأكثر الكوفيين يجيزون ذلك من غير تأويل ولا تضمين ولا شذوذ، ومذهبهم أقل تعسفًا ‏[‏انظر‏:‏ سر صناعة الإعراب 1/135‏.‏‏]‏‏.‏

‏(‏بل‏)‏ ‏[‏انظر‏:‏ المغني ص151‏]‏‏:‏ حرف إضراب، فإن تلاها جملة كان معنى الإضراب إما الإبطال، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ‏}‏ ‏[‏سورة الأنبياء ‏.‏ الآية‏:‏ 26‏]‏، أو الانتقال من غرض إلى آخر، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا‏}‏ ‏[‏سورة الأعلى ‏.‏ الآية‏:‏ 16‏]‏، وإن تلاها مفرد فهي عاطفة ‏.‏

ثم إن تقدمها أمر أو إيجاب كان ما قبلها كالمسكوت عنه، وإن تقدمها نفي أو نهي فهي لتقرير ماقبلها وإثبات ضده لما بعدها، مثل‏:‏ ماقام زيد بل عمرو، ولا تكرمِ السفيهَ بل العاقلَ ‏.‏

وقد تزاد قبلها ‏(‏لا‏)‏ لتوكيد الإضراب بعد الإيجاب،كقوله‏:‏

19- وَجْهُكَ البَدْرُ لا بَلِ الشَّمْسُ ‏[‏لَوْلَمْ ** يُقْضَ للشَّمْسِ كَسْفَةٌ أَوْ أُفُولُ‏]‏

‏[‏هذا بيت من الخفيف، انظر‏:‏ شرح التسهيل 3/370 والهمع 2/ 136والتصريح 2/148 والدرر 6/135 ومعجم شواهد العربية 1/298 ‏.‏ الشاهد فيه‏:‏ ‏(‏وجهك البدر لا بل الشمس‏)‏ فإن لا فيه لتوكيد الإضراب بعد الإيجاب‏]‏

‏(‏بَلَى‏)‏ ‏[‏انظر‏:‏ المغني ص153‏]‏‏:‏ حرف جواب وتختص بالنفي فتبطله سواء كان مجردًا كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ‏}‏ ‏[‏سورة التغابن ‏.‏ الآية‏:‏7‏]‏، أم مقرونًا باستفهام حقيقي مثل‏:‏ أليس زيد بقائم، فتقول‏:‏ بلى، أو توبيخي كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى‏}‏ ‏[‏سورة الزخرف ‏.‏ الآية‏:‏ 80‏]‏ أو تقريري كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى‏}‏ ‏[‏سورة الأعراف ‏.‏ الآية‏:‏ 172‏]‏، ‏[‏وإذا كان الاستفهام للتقرير فيجاب بـ‏(‏بلى‏)‏ على الأكثر كما هنا مراعاة للفظ، وقد يجاب بـ‏(‏نعم‏)‏ عند أمن اللبس مراعاة للمعنى، كقول جحدر ‏[‏بن ربيعة العكْلي، الشاعر الأموي صاحب الحكاية المشهورة مع الحجاج‏]‏‏:‏

نعم وترى الهلال كما أراه ** ويعلوها النهار كما علاني

بعد قوله‏:‏

أليس الليل يجمع أم عمرٍو ** ‏[‏وإيانا فذاك لنا تدان‏]‏‏]‏

وقد يجاب بها الاستفهام المجرد كقوله في الحديث‏:‏ ‏)‏أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة‏؟‏‏(‏ قالوا‏:‏ ‏(‏بلى‏)‏ ‏[‏رواه مسلم في الإيمان باب كون هذه الأمة نصف أهل الجنة ‏.‏ رقم‏:‏ ‏(‏773‏)‏ عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏.‏‏]‏ وهو قليل‏.‏

 ‏[‏حرف الثاء‏]‏

‏(‏ثُمَّ‏)‏ ‏[‏انظر‏:‏ المغني ص158‏]‏‏:‏ حرف عطف يقتضي التشريك في الحكم والترتيب والمهلة، وفي كل من ذلك خلاف‏.‏ وقد أجراها الكوفيون مُجرى الفاء والواو في جواز نصب المضارع بها بعد فعل الشرط كقراءة الحسن‏:‏ ‏{‏ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللَّهِ‏}‏ ‏[‏سورة النساء ‏.‏الآية‏:‏ 100‏]‏ وأجراها ابن مالك مجراهما بعد الطلب،فجوَّز في قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ثم يغتسلُ منه‏)‏ ‏[‏رواه مسلم في الطهارة ‏.‏ باب النهي عن البول في الماء الراكد ‏.‏ رقم ‏(‏95‏)‏، وأحمد ج2ص477 رقم ‏(‏8714‏)‏ عن أبي هريرة رضي الله عنه‏]‏ أن يكون منصوبًا كما هو مرفوع _ وبه جاءت الرواية _ ومجزومًا ‏[‏انظر‏:‏ شرح الكافية الشافية 3/1607، وشواهد التوضيح والتصحيح ص162‏]‏‏.‏